أطفالنا احبابنا ما اجمل الدنيا بكم ...

الأطفال مهج القلوب، وفلذات الأكباد.. وهم رمز البراءة، وعنوان الوداعة.. ميالون بفطرتهم للهو واللعب.. قلوبهم مترعة بالحب ، ونفوسهم تفيض بالصفاء.. يعشقون الحياة ويقبلون عليها بفرح ومرح ..يتراكضون ويتقافزون..يتدافعون .. وقد يتعاركون لكنهم سرعان ما يتعانقون .. ويعودون إلى سابق عهدهم صفاء ومودة ونقاء، سعداء راضين.

حياة بلا أطفال جحيم لا يطاق..وأمر لا يحتمل!! فهم البلسم والأمل.. والحافز للعمل.. من أجلهم يرخص كل غال ونفيس..ضحكاتهم أجمل سيمفونية يطرب لها الآباء والأمهات ، ويسعد بها الأجداد والجدات..

ما أجمل البيوت بالأطفال ! وما أسعدنا بمرحهم ! على حبهم يلتقي الإخوة والأخوات والآباء والأمهات والمعلمون والمعلمات.
مع الأطفال نعرف معنى الحياة.. فتضج البيوت بالحركة وتزخر بالحيوية ..ويبتعد عنها شبح الضجر والملل ليتجدد النشاط وتعم السعادة ويسود التفاؤل.. ومع هذه المسلمات فإن الأطفال في هذا العصر يعانون أشد المعاناة ويقاسون مالا طاقة لهم به ، ويتنافى مع أجسامهم الغضة وقدراتهم البسيطة. امتدت إليهم أيد آثمة قست قلوب أصحابها ، وتجردت من آدميتها وإنسانيتها، وتبلدت عواطفها وتجمدت مشاعرها، فسامتهم كل أنواع الخسف والظلم ، وعرضتهم لأبشع أصناف القسوة والاضطهاد.

كان من المفترض أن يرتقي تعامل الإنسان ليوازي ما قطعه على طريق التطور والرقي الذي بلغ حدا أقرب إلى الخيال منه للواقع.. لكن للأسف تسير الأمور بطريقة معكوسة فيزداد الإنسان ظلما لأخيه الإنسان ويتفنن في أساليب إيذائه والإساءة إليه.. فالقوي يضطهد الضعيف والكبير لا يرحم الصغير.. ضاعت القيم وتداخلت المعايير، والتبست الأمور إلى حد بعيد.. إن ما يعانيه الأطفال في فلسطين والعراق والسودان ، وفي بقية دول العالم الثالث.. شيء يفوق الوصف .. يهتز له كل ضمير حي، وتقشعر له الأبدان، ويتنافى مع أبسط حقوق الإنسان.

ومن منا ينسى الطفل الغزيّ الفلسطيني " محمد الدرّة" الذي اغتالته يد الغدر الصهيوني بدم بارد وعلى مرأى ومسمع العالم بأسره..! ستطل هذه الصورة عالقة بالذاكرة يحدّث بها السابق اللاحق. وتطالعنا وسائل الإعلام المرئية على مدار الساعة مناظر مرعبة لأطفال يتعرضون لأبشع الجرائم موتا وحرقا وجرحا وإعاقات !! لكن أن يصبح الأطفال سلعة تباع وتشترى؟! أمر لا يصدقه عقل!

تدعي دراسات أن التجارة بالأطفال تحتل المركز الثاني بعد تجارة الأسلحة؟! تصوروا هذه الجريمة الشنعاء..! أصبحت هذه تجارة رائجة ورابحة، ولها مروجوها وزبائنها على مستوى العالم كله .. استغل التجار الفاقة والجهل والمرض لدى غالبية الشعوب المنهكة ليستغلوا الطفولة البريئة في تحقيق أرباح طائلة دونما اعتبار لأي شيء آخر!! كل همهم المال .. فهو المقدم على كل شيء .. وفي سبيل الحصول عليه تسقط كل المحاذير ، وتستباح كل القيم..! يؤلمنا حقا ، ويؤلم كل أحرار العالم ، أن تدفع الطفولة البريئة فاتورة ذوي الضمائر الميتة والقلوب المتحجرة.. أليس هؤلاء الأطفال بشرا من لحم ودم؟! ألا يستحقون الحياة ليعيشوا كما يعيش أترابهم في العالم المتقدم؟!

كفى متاجرة بالأطفال ! هؤلاء أحباب الله .. هؤلاء أكبادنا تمشي على الأرض .. سيلعنكم الله وسيلعنكم التاريخ ..أيها المجردون من الإنسانية.. كفوا عن الظلم وارتدعوا.. ودعوا الأطفال ليعيشوا حياتهم سعداء ، تقر بهم أعين الأمهات والآباء ويحلموا بمستقبل مشرق وضّاء.. *